أين مواضع القطر؟
أين مواضع القطر؟
كتبته: سارّة النوري
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلاً قال: (يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به؟
فقال رسول الله ﷺ: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله تعالى ). [رواه الترمذي].
فقال رسول الله ﷺ: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله تعالى ). [رواه الترمذي].
ذاك نصح عميق من النبي الكريم ﷺ..
أومأت إليه مقدمات نفسي المحتاجة..
ونطقت به شواهد حال السلف..
وعليه سار الأولون، وعقدوا قلوبهم، وعليه ضربوا أطنابهم..
أومأت إليه مقدمات نفسي المحتاجة..
ونطقت به شواهد حال السلف..
وعليه سار الأولون، وعقدوا قلوبهم، وعليه ضربوا أطنابهم..
ما أحوجنا لهذا الحل؛ خاصة مع تشعب المسؤوليات وكثرتها!
حتى أنني بين تلك المسؤوليات أحياناً أجد نفسي بين أسراب الطيور المهاجرة العابرة، التي تبحث عن مواضع القَطْر أثناء الرحلة..
فأسألها: أين مواضع القطْر؟
يعلمها الذي يخرج الخبء في السموات والأرض سبحانه..
ولم أبرح أتتبع آثار الحلول، خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الصوارف الدنيوية، والهموم..
إلا أنني لم أجد بغيتي المفقودة، ولا طيف الماء في أرض المادية..
لم أجدها في الأوراق، ولا الأجندات، ولا المنبهات، ولا محاضرات استغلال الوقت وقواعده، رغم فائدتها..
ولاشك أن التخطيط مطلوب، ولكن الإنسان من خلال الماجَرَيات اليومية، تمر عليه المواقف الصعبة، التي يأخذ منها بعض الدروس والعبر..
وقد استغرقت كغيري وقتاً طويلاً في البحث عن الوسائل التي يمكنني أن أرتقي بها من جهة الجمع بين المسؤوليات المختلفة، وبين حياتي كامرأة، وزوجة، وأم تتنازعها فطرتها الخَلْقِية والخُلقية..
فلا تسألوني عن تلك الإخفاقات، والمنخفضات، والسقطات الموجعة!!
ولكن السقطات تلك استخرجت دفائن الصدر، وأفرخت بيضة القلب..
قد علمت مع الصفعات اليومية المستمرة أن لحظات البركة، والإبداع، والإنجاز، والعطاء، كان مدادها تلك المعاني القلبية الإيمانية، والعبادات البدنية، التي تزيد في القلب الشغف والحب والدهشة والشوق، والرغبة في استمرارية الحبل الموصول إلى السماء، والذي من أجله نسأل: أين مواضع القطْر؟
فإن مدار الأمر كله يستوي ويشتد بتلك العبودية التي إذا استقرت في القلب أثمرت وأنتجت الإنسان المسلم المنتج الذي نطمح له..
ولو تأملنا في السابقين..
لوجدنا أن إنتاجاتهم تلك التي كانت معجونة بالابتلاءات، إنما علت على الضغوطات الوقتية، والصعوبات الحياتية بسرائر قلبية، وعبادات وبركات ربانية..
لوجدنا أن إنتاجاتهم تلك التي كانت معجونة بالابتلاءات، إنما علت على الضغوطات الوقتية، والصعوبات الحياتية بسرائر قلبية، وعبادات وبركات ربانية..
تأملوا معي كيف أن إنتاجاتهم كانت تفوق أعمارهم، فإن النفس تعجب لأمثال ابن جرير الطبري رحمه الله، فقد قيل أنه لو وزعت مؤلفاته على الأيام التي عاشها لكان نصيب اليوم الواحد تأليف ٨٠ صفحة!
وهذا والله لشيء مُعجز تُحمد في النقل أنباؤه!
وهذا والله لشيء مُعجز تُحمد في النقل أنباؤه!
ومن عجيب صنع البخاري أيضاً أنه كان يستخير الله تعالى، ويصلي ركعتين في كل حديث يثبته في كتابه حتى أتمه على هذا الوجه المطلوب، فظهر لنا أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى..
وابن تيمية كذلك كان يصلى الفجر، ثم يجلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار، ويقول: (هذه غدوتي، ولو لم أتغدّ هذا الغداء لسقطت قوتي)، فظهر لها ذلك العلم الجم، والتصنيفات النفيسة التي انتشرت في أصقاع الأرض..
وهذا عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل يقول: (كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمئة ركعة). فظهر لنا المُسند، والمذهب الحنبلي أحد أهم المذاهب الأربعة، ومن الذي لا يعرف الإمام أحمد اليوم ولا يترحم عليه؟
إنها والله لمآثر يبقى ذكرها في الأعقاب، ويطيب للنفس الضعيفة ذكرها، وإن لم تقو على إتيان مثلها، ولا قريب منها!
لماذا الحديث عن مواضع القطْر الآن؟
لأننا في
..
الشهر الذي ننتبذ فيه مع القلب مكاناً قصيا..
شهر التجديد وتقويم العثرات، وتجلية ريْن الصدور..
شهر البحث عن مواطن الخلل، ومواضع القطْر..
..
الشهر الذي ننتبذ فيه مع القلب مكاناً قصيا..
شهر التجديد وتقويم العثرات، وتجلية ريْن الصدور..
شهر البحث عن مواطن الخلل، ومواضع القطْر..
رمضان فرصة سنوية للظمآن الذي يسأل بقية العام:
أين مواضع القطْر؟
تعليقات
إرسال تعليق